حركة النفط المتوقعة ما بين النظرة الأساسية والنظرة الفنية..

النظرة الأساسية الاقتصادية:
حظي سوق النفط الخام الأسبوع الماضي بخسائر تقدر بحوالي 2%.. وقد تزامن ذلك مع العقوبات والتشديدات من الرئيس الأمريكي ترامب على صادرات النفط الإيراني وكذلك تزامنا مع العقوبات على فنزويلا ومشاكل النفط الليبي.. وكما هو معلوم فإن منظمة أوبك وأوبك بلس قررتا فيما سبق خفض الإنتاج النفطي لتحقيق التوازن في السوق وقد أدت هذه الخطوة الأخيرة إلى انتعاش أسعار سوق النفط منذ مطلع 2019م، حيث ارتفعت الأسعار نتيجة لخفض المعروض العالمي..

إن الأحداث الأخيرة تساهم من الناحية الاقتصادية في خفض الإنتاج النفطي وذلك أن إيران تنتج يوميا حوالي 1.2 مليون برميل وهذا الناتج سيصل إلى الصفر مما سيتطلب تعويض هذه الكمية من الدول المنتجة للنفط. ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من مجموعة أوبك تعويض الحجم الإيراني من النفط فإن أوبك لم تظهر أية مساعي لزيادة الإنتاج وذلك ليس كما حدث في أكتوبر الماضي عندما رفعت أوبك وروسيا إنتاجهما من النفط لتعويض الناتج الإيراني مما أدى إلى زيادة المعروض بوفرة كبيرة وتكبدت أسواق النفط خسائر جمة..

نتيجة لما سبق، فإنه من المفترض الآن وكنتيجة لتفوق الطلب على العرض (بافتراض أن سوق النفط الآن غير متوازن نتيجة الأحداث السابق ذكرها) أن يحدث زيادة في أسعار النفط وخاصة أن تكلفة الإنتاج أصبحت عالية.. كما نتوقع أن نشهد على المدى القصير مستويات 67 وعلى المدى المتوسط مستويات 72.. يدعم ذلك أن اجتماع أوبك القادم والذي سيتم البت فيه بخصوص زيادة أو تخفيض الإنتاج سيعقد في يونيو المقبل..

بطبيعة الحال يوجد رفض كبير من بعض الدول للعقوبات الأمريكية على إيران كما أن الصين تعتزم التدخل من خلال الحوار مع أمريكا في هذا الشأن.. وكذلك هددت إيران أن تقوم بإغلاق مضيق هرمز كردة فعل مما سيعيق حركة ناقلات النفط في الخليج.. وهذا الاضطراب سيسبب بطبيعة الحال زيادة المخاوف لدى المستثمرين ويمكنه أن يبقي على الاتجاه الهابط لفترة من الزمن..

النظرة الفنية:
بالنظر إلى الرسم البياني الأسبوعي والذي يوضح التحليل الأسبوعي للنفط فإننا نلاحظ أن السعر أصلا كان يسير في قناة صاعدة منذ فبراير 2016 ووصل السعر حينها إلى 76.5$ في أكتوبر 2018م ثم عاد للهبوط بشدة بعد فرض العقوبات الأمريكية على إيران سابقا ليصل في نهاية 2018م إلى سعر 42$ للبرميل.. وبعد ذلك صعدت الأسعار مشكلة نموذج رأس وكتفين مقلوب وهو نموذج فني انعكاسي يشير إلى عكس اتجاه الأسعار.. وحاليا أغلق الأسبوع الماضي عند أسفل خط الاتجاه الصاعد المكسور (كما هو موضح بالرسم) والذي يوافق في نفس الوقت مستوى تصحيح 61.8% فيبوناتشي للموجة الهابطة منذ أكتوبر 2018 وحتى نهاية ديسمبر 2018م مشكلا الأسبوع الماضي شمعة بيعية قوية عاكسة للاتجاه.. وكل ذلك يعطينا إشارة إلى احتمالية هبوط السعر مرى أخرى في الفترة القادمة..
التحليل الأسبوعي للنفط

وعلى الرسم البياني اليومي فإننا نجد أن السعر كون نموذج عاكس للاتجاه بشمعة زخم ابتلاعية كسرت آخر موجة صاعدة للنفط.. ولكن كما نلاحظ أنها أغلقت تماما على خط الاتجاه الصاعد ولم تكسره وهذا يعطي فرصة للصعود مرة أخرى.. أما لو أغلقت شمعة يومية تحت مستوى 62 فهذا ربما سيقود السعر إلى مستوى 58 قبل معاودة الصعود مرة أخرى..

وبملاحظة الشارت فإن نموذج الرأس والكتفين المقلوب قد حقق هدفه تقريبا ما بين مستوى 66 و69 لذا فبإمكان السعر أن يصعد مرة أخرى لمستوى 69 أو على الأرجح مستوى 67 والذي سيكون الهدف التالي إذا ما حافظ السعر على استقراره فوق مستوى 62$.. أما إذا ما تم كسر الترند (القناة الصاعدة حسب الفريم اليومي) فإن السعر سيرجح هبوطه إلى مستوى 58 ثم إلى مستوى 55 والذي يمثل دعما قويا للنفط.. مع أن احتمالية وصوله إلى مستوى 55 هي احتمالية ضعيفة ولكن تبقى واردة من الناحية الفنية.. كذلك هناك سيناريو آخر محتمل وهو التصحيح تحت مستوى 64 وتشكيل نموذج علم وعندها يتم الهبوط إلى المستويات المذكورة سابقا..

الجمع بين التحليل الأساسي والفني:
كما ذكرنا سابقا فإن النظرة الأساسية تدعم الارتفاع وذلك لزيادة الطلب على العرض المتزامن مع العقوبات الإيرانية والفنزولية وكذلك المشاكل الليبية دون المبادرة بزيادة الإنتاج من قبل الدول المصدرة للنفط.. إلا لو حدثت مخاوف عند المستثمرين فإن ذلك سيعيق الحركة الصاعدة (نتيجة ضعف الطلب بسبب تلك المخاوف).. بينما النظرة الفنية تدعم الهبوط نتيجة الإغلاق السلبي للأسبوع الماضي والشمعة الابتلاعية داخل النموذج الإنعكاسي على الفريم اليومي.. لذا فمن المرجح أن السعر سيقوم بالتصحيح هبوطاً ثم يقوم بمعاودة الصعود مرة أخرى.. والفيصل في ذلك هو كسر مستوى 62 مع كسر خط الاتجاه الصاعد لتأكيد الهبوط أو الاستقرار فوق مستوى 64 لتأكيد الصعود..

ملحوظة: هذه المقالة ليست إلا نظرة اقتصادية وفنية تحليلية للسوق ولا تعد بمثابة توصيات وإشارات للدخول وعقد الصفقات.. حيث أن التحليل بجميع أدواته هو توقع للحركات الاتجاهية في السوق ويحتمل الصواب والخطأ ويبقى الخبر سواء أكان سياسيا أم اقتصاديا هو المحرك الأساسي، أم التحليل فهو مؤشر اتجاهي لا غير.. لذا نوصي بالحذر عند المتاجرة وعدم المخاطرة بأكثر من 2% من رأس المال.. نتمنى للجميع صفقات رابحة وأوقاتاً سعيدة بإذن الله..
Chart PatternsTrend AnalysisWave Analysis

Declinazione di responsabilità